الجمعة، 3 أبريل 2020

إطلالة من النيجرعن أجواء رمضان في مصر



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏‏بما في ذلك ‏السنوسي المليكي‏ و‏محمد الشنقيطي‏‏، ‏أشخاص يبتسمون‏‏‏



إن الحديث عن أيام رمضان المبارك في أرض الكنانة الطيبة حديث شيق وخاصة لوافد مثلي يعيش بين أهل مصر الكرام،
ففي أواخر شعبان قبيل رمضان ستشعر بأن شيئا ما قد يحدث قريبا، سترى الطرقات في الحارات والأحياء مزينة بالأنوار وأيضا أبواب المنازل كذلك، وفي أول ليلة من شهر الرحمة تتبدل أحوال الناس والشارع معا،حيث يعم السكون في الشارع  والهدوء، والفرح والسرور على أوجه الناس، وترى المساجد ممتلئة بالمصلين، جميع المساجد كل له شيخه المفضل لديه ليستمع إليه وهو يتلو القرآن الكريم في الأزهر الشريف وسيدنا الحسين وصالح الجعفري، تلك أشهر مساجد القاهرة القديمة (الدراسة) فمصر بها أكثر المساجد وأقدمها .


أما عن صلاة التراويح بعد العشاء مباشرة فكل يصيلها على حسب مذهبه، من مذاهب أهل السنة والجماعة 
وهكذا تكون البداية مع شهر الفضيلة 

وفي اليوم الأول من رمضان تنصب الخيم على الطرق كلها  لإفطار الصائمين (مائدة الرحمن) ,وقبل أن يؤذن للإفطار بدقائق قليلة، يقوم فاعلو الخير باعتراض المارة لكي يتناولون معهم الإفطار، لكسب الثواب وخدمة للمجتمع.

وفي الطرق السريعة تجدهم يوزعون على المسافرين العصائر والحلويات وأنواعا من الأطعمة حتى يتسنى لهم الإفطار إن  أدركهم في الطريق .

وموائد الرحمن منتشرة في كل مكان في شهر رمضان الكريم ,أما بعد التراويح وقبل أذان الفجر يأتي المسحراتي ينادي ويضرب آلته تنبيها للناس بموعد السحور 
وتستمر الحال هكذا حتى العشر الأواخر من رمضان لتبدأ مرحلة جديدة، فالأعمال والجهود تتضاعف من تهجد واعتكاف وكل أنواع الخير، وذلك إيذانا بقرب رحيل الضيف الكريم قبل أن يأتي العيد ليختم على النفحات.


رمضان في أرض الكنانة له ذوق خاص رغم أنني لست في وطني الأم  إلا أنني لم أشعر يوما  بالغربة أبدا ,ولدي من الأصدقاء المصريين بمنزلة الاخوة الأشقاء من جميع محافظات مصر وأغلبهم في الصعيد , بل أنني أستطيع القول أن لي عائلة في مصر وأخرى في النيجر .

وذلك من كرم الضيافة وحسن الخلق الذي يتحلى به المصريون فكل من يراني قبل أن يسألني يتبادر إلى ذهنه أنني من قنا أو الأقصر  أو صعيدي على العموم , وبعد أن أخبره بأنني من النيجر. يقول سبحان الله دا أنت شبهنا وبتتكلم زينا 
لقد عشت في مصر ولكنها تعيش هي في قلبي لقد أحببتها بطيبة أهلها وأحب الصعيد كثيرا.

بقلم :
السنوسي المليكي 
باحث قانوني ومتخصص في الشأن الإفريقي

شارك الموضوع:

Related Posts
التعليقات