الثلاثاء، 7 أبريل 2020

شُرفة انتظار




ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏




شُرفة انتظار:
كل يوم أنتظرك في هذا المكان،
أرقب طيفك من شرفتي،
علَّه يلوح في الآفاق، أبحث عنك
بين قطرات الندى، تسقطها خطاك،
وتروح قطرات الندى ولا تأتي،
وتشرق الشمس فأهرول باحثة عنك
بين خيوطها الذهبية، فلا أجدك،
فيظلم الليل حاملاً معه صمتي ويأسي،
ثم تبزغ نجومه فيتجدد أملي،
فأرقب الدروب بين النجوم
ربما كنت آتياً بين دروبها، فلا تأتي،
وتأذن النجوم للقمر أن يأخذ دوره
فيضيء جنبات الكون، فقد ملت النجوم
وما مللت، فأبحث عنك في ضياءه ويأفل
الضياء فلا تأتي، تتعاقب الفصول، وتمر الأيام،
تجد الطيور المهاجرة أوطاناً مهما طال سفرها،
أما أنا فأواصل السباحة خارج أسرابها
بحثاً عن وطن هو أنت، ولا أجدك،
أرتجف من داخلي، تعتصرني الساعات،
تمتص نضرتي، تُرى! أتلك نهاية مداراتي
في فلك الهوى؟ أمَرّ قلب بتجربة فدمره
خذلان فهوى؟.............................أتدري!!!
أنا لا أنام، بي جراح نازفة، ما من أحد يضمدها،
وأخرى تعافت لكنها تركت ندبات تحتاج من يزيلها،
أبدو سعيدة مشرقة متألقة، هكذا يروني، يقولون
إنني كأميرة عربية تطأ بأقدام جوادها أفئدة
فرسان المائدة المستديرة، أقرضوا الشعر من أجلي،
أشعارهم في حُسني نسخت دواوين العرب غزلاً،
صحيح أن ثنائهم يسعدني كثيراً،
فأتزين وأتزين وأتزين!!!!!
لكني أتزين لك أنت وحدك، فلربما تأتي فجأة،
فأكون على استعداد، ولكن أعدك أنك لن
تباغتني، فأنا دوماً في انتظارك وسأظل هكذا!
إما أن تأتي، وإما أن يجف عودي على ضفاف شرفتي،
كياسمينة أحيت كل الوجود بعطر رُباها،
إلى أن طوى الزمان ذكراها!
أيها الحبيب المجهول!
أما آن لك أن تأتي؟
I





للشاعر الدكتور :
إسلام فارس
عضو هيئة التدريس بقسم اللغات الإفريقية وآدابها -كلية اللغات والترجمة - جامعة الأزهر




شارك الموضوع:

Related Posts
التعليقات