أحاورها ممسكاً بقلبي،
إياك أن تخبرها،
يكفيك يا قلب نجواها،
أيها المجنون!
أما يكفيك نظرة
من رضاها،
رأيتها اليوم وكل يوم
وكأني لأول مرة أراها،
بقاعة سُليمانية،
وما مرَّدها سليمان
وإنما عيناها،
رأيت النور يسعى
خلفها راجياً قبساً
من سناها،
والعطر ما عاد له عطر
إلا من جنى رباها،
وابتسمت فأضاءت ليلاً
غابت نجومه إلَّاها،
حورية إن حلت ببحر
تبدل أجاجه رحيقاً
عذباً لسقياها،
وكل البساتين تأبى
زهورها ربيعاً إلا أن
تطأ قلب البساتين
خطاها،
كل الجميلات
خجلن من حسنها،
فمن ذا الذي ينازع
حسنها سواها،
رقيقة ممشوقة
نظرات عينيها
تُصْعِد الروح سماها،
أهدابها سيوف مسلولة،
لا حيلة لك إلا راية
بيضاء إن تراها،
ووجنتين
توقد الجمر منهما،
فرنت نفسي إلى قبلة،
ولو أسقطتني
شهيداً وجنتاها،
وخمر سال من شفتيها،
حتى أوصلتني حدّ
الخمر شفتاها،
لا أرتجي إلا قربها
ولا حيلة لي، فقد بلغت
بيني وبينها
كل المسافات مداها.
للشاعر الدكتور :
إسلام فارس
عضو هيئة التدريس بقسم اللغات الإفريقية وآدابها -كلية اللغات والترجمة - جامعة الأزهر